منتديات مكتبة تغزوت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تغزوتي للابداع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 خواطر وطـــن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 1:48 am

عندما يأتي الحديث عن الوطن وتمر خواطره أتذكر ذالكم النداء الذي أطلقه المصطفى علية الصلاة السلام يوم أن اخرج من مكة موطن نشأته وترعرعه وبزوغ نبوته . يخرج من بلده مكّة ويقف على شفير خارج مكة ويقول: "والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إليّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني ما خرجت". كلمات خاطب بها علية السلام جبال مكة الصماء و كعبتها المشرفة .
لم تكن هذه العبارات نابعة من فراغ إنه الانتماء و الحنين للوطن مع موجود مخالفيه ومن ناصبوه العداء والحرب والسخرية , لم ينسى وطنه وهو في أحلك الظروف وأصعب المواقف زيادة على أنه مهاجر إلى المدينة حيث الاستقبال و الحفاوة والعزة .
هنا يتوقف القلم وتنتهي العبارات في إيفاء الوطن حقه أمام هذه الرسالة التي اطلقها محمد بن عبدالله علية الصلاة والسلام لأمته وضرب أروع الصور لحب الوطن والانتماء إليه .
نحن اليوم نعيش في وطننا المملكة العربية السعودية وطن حباه الله بخدمة الحرمين الشريفين بل جعل ولاته وفقهم الله من خدمة الحرمين اسماً وشعار لهم يفتخرون ويدعون فيه في كل مناسبة ومحفل ..
وطن جعل كتاب الله شعاراً ونبراساً يضيء طريقه ..
وطن يستحق منا الكثير حباً وولاءً وتضحية ..
وطن بحاجة إلى إعادة صياغة لحبة بكل جرأة ..
وطن سيبقى الحديث عنه ذو شجون ..
وطن لم تفه عباراتي حقه ..
وطن جمعت حروفه وفاء و طمأنينة و نماء ..
وطن له مكانة ولولاته منزلة وإمامة .
وطن هذه مقوماته له في القلب محبة ولموحده دعوة ووفاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 1:59 am


الأخوة الكرام ........ حفظكم الله

أن من أجمل الأشياء في هذه الحياة هو أن يعيش في وطن ينعم بالأمن والراحة
وأعتقد أن من حق هذا الوطن علينا أن يكون له نصيب من مشاعرنا وكلماتنا

أريد من أقلامكم الرائعة أن تكتب أجمل الكلمات للوطن سواء كانت من أبداعكم أو غيرها ذلك
وتقبلوا أحترامي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:01 am

Sad
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:09 am

Sad
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:19 am

إن مما يؤسَف له ما آلت إليه الأوضاع في عاصمة الجزائر وبعض المدن من خروج شباب طائش وأصحاب عقول ضعيفة متظاهرين ومنددين بارتفاع أسعار السلع والمواد الاستهلاكية، فخربوا ودمروا وعاثوا في الأرض فسادا، وإنَّ منهم لفريقا استغلوا هذه الأمور لارتكاب جرائمهم من النهب والسرقة، فارتكبوا بذلك اعتداءات كثيرة على الممتلكات العامة والخاصة، وفوتوا على الناس في تلك الليالي مصالحهم الدينية والدنيوية، فزرعوا الرعب في قلوب الآمنين، وأخافوا من كان من السائرين في تلك الأحياء التي وقعت فيها أعمال الشغب والفساد.

وكل ما وقع من ذلك وغيره كان من تسويل الشيطان، ومن الجهل بطرق التغيير، ولا يرضاه ذو عقل سليم ومنهج قويم، وهو مخالف لأمر الله وشرعه من النهي عن الإفساد في الأرض، كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد﴾ [البقرة:205]، وقال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين﴾ [القصص:77]، بل إن الإفساد في الأرض من أعمال اليهود أعداء الله، قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين﴾ [المائدة:64].

فالله تعالى نهى عن الفساد، وكلُّ من قام بهذه الأعمال داخل في هذه الآيات والله لا يحب ولا يُصلح عمل المفسدين.

ولو كان هؤلاء الخارجون خرجوا غيرة على الدين مطالبين بحقوق المسلمين لما جاز لهم ذلك، فكيف بهم إذا أفسدوا من أجل ملء بطونهم؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «معلوم أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإتمامه بالجهاد هو من أعظم المعروف الذي أُمرنا به؛ ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف [بالمعروف] ونهيك عن المنكر غيرَ منكر.

وإذا كان هو من أعظم الواجبات والمستحبَّات، فالواجبات والمستحبات لا بدَّ أن تكون المصلحة فيها راجحة على المفسدة؛ إذ بهذا بُعثت الرسل ونزَلت الكتب، والله لا يحب الفساد؛ بل كلُّ ما أمر الله به فهو صلاح.

وقد أثنى الله على الصلاح والمصلحين، والذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذَمَّ الفساد والمفسدين في غير موضع، فحيث كانت مفسدةُ الأمر والنهي أعظمَ من مصلحته لم تكن مما أمرَ الله به، وإن كان قد تُرك واجب وفُعل محرم؛ إذ المؤمن عليه أن يتقي الله في عباده، وليس عليه هُداهم، وهذا من معنى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة:105]، والاهتداء إنَّما يتِمُّ بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قام بغيره من الواجبات لم يضرَّه ضلالُ الضُّلاَّل، وذلك يكون تارة بالقلب، وتارة باللسان، وتارة باليد.

فأمَّا القلب فيجب بكل حال؛ إذ لا ضرَر في فعله، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: وذلك أدنى ـ أو ـ أضعف الإيمان، وقال: ليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل»([1]).

وقال أيضا: «جماع ذلك داخل في القاعدة العامة: فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد، والحسنات والسيئات أو تزاحمت؛ فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد، وتعارضت المصالح والمفاسد.

فإنَّ الأمرَ والنهي وإن كان متضمناً لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة، فيُنظر في المعارض له، فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثرَ لم يكن مأمورا به؛ بل يكون محرَّماً إذا كانت مفسدُته أكثرَ من مصلحته؛ لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة، فمتى قدر الإنسانُ على اتِّباع النصوص لم يعدل عنها، وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقلَّ أن تُعوِزَ النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام.

وعلى هذا إذا كان الشخصُ أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لا يفرِّقون بينهما؛ بل إما أن يفعلوهما جميعا؛ أو يتركوها جميعاً: لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا من منكر؛ بل ينظر: فإن كان المعروف أكثر أُمر به؛ وإن استلزم ما هو دونه من المنكر. ولم يُنه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه؛ بل يكون النهي حينئذ من باب الصدِّ عن سبيل الله والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات.

وإن كان المنكر أغلب نُهي عنه؛ وإن استلزم فوات ما هو دونه من المعروف. ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه أمراً بمنكر وسعيا في معصية الله ورسوله.

وإن تكافأ المعروف والمنكر المتلازمان لم يؤمر بهما ولم ينه عنهما.

فتارة يصلح الأمر؛ وتارة يصلح النهي؛ وتارة لا يصلح لا أمر ولا نهي حيث كان المعروف والمنكر متلازمين؛ وذلك في الأمور المعينة الواقعة.

وأما من جهة النوع فيُؤمر بالمعروف مطلقا وينهى عن المنكر مطلقاً، وفي الفاعل الواحد والطائفة الواحدة يُؤمر بمعروفها وينهى عن منكرها، ويُحمد محمودها، ويُذَمُّ مذمومها؛ بحيث لا يتضمن الأمر بمعروف فوات معروف أكبر منه أو حصول منكر فوقه، ولا يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه.

وإذا اشتبه الأمر استبان المؤمن حتى يتبين له الحق؛ فلا يقدم على الطاعة إلا بعلم ونيَّة؛ وإذا تركها كان عاصيا، فترك الأمر الواجب معصية؛ وفعل ما نهي عنه من الأمر معصية. وهذا باب واسع...»([2]).

ثم ذكر أمثلة من سنته صلى الله عليه وسلم حيث ترك تغيير بعض المنكر لاستلزام وجود منكر أعظم منه.

وقال ابن القيم: «إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروفِ ما يحبُّه اللهُ ورسولُه، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنَّه لا يسوغ إنكاره، وإن كان الله يبغضُه ويمقتُ أهلَه، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنَّه أساسُ كلِّ شرٍّ وفتنة إلى آخر الدهر، وقد استأذن الصحابةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يُؤخِّرون الصلاةَ عن وقتها وقالوا: أفلا نقاتلهم، فقال:«لا ما أقاموا الصلاة»، وقال: «مَن رأى من أميره ما يَكرهُه فليصبر ولا ينْزِعنَّ يداً من طاعة»، ومَن تأمَّل ما جرى على الإسلام من الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر، فطلب
إزالته فتولَّد منه ما هو أكبر منه؛ فقد كان رسول الله r يرى بمكة أكبرَ المنكرات ولا يستطيع تغييرَها، بل لما فتح الله مكةَ وصارت دار إسلام عزَم على تغيير البيت وردِّه على قواعد إبراهيم، ومنَعَه من ذلك ـ مع قدرته عليه ـ خشيةُ وقوع ما هو أعظم منه: من عدم احتمال قريش لذلك لقُرب عهدهم بالإسلام، وكونهم حديثِي عهدٍ بكُفرٍ، ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد؛ لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وجد سواء ...»([3]).



وليعلم هؤلاء ومَن كان على شاكلتهم ورضي أعمالهم أن الزيادة في السلع ابتلاء من الله الرزاق ذي القوة المتين، وكلُّ ما يقع لهذه الأمة من الفتن والمصائب والإحن إنَّما هو بسبب الذنوب والمعاصي التي ينغمس فيها الكثير ممن يشتكي الفقر والحرمان، ولم يسلط الله علينا هذه الفتن المصائب إلاَّ لفَسادِ أَعمالِنا، والجَزاءُ مِن جِنس العمَل، وهذه سنة الله في خلقه، قالَ تَعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير﴾ [الشورى:30]، وقالَ تَعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران:165]، وقالَ تَعالى: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾ [النساء:79]، وقال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون﴾ [النحل:112].

وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ولَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ والمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ المُؤنَةِ وجَوْرِ السُّلْطَانِ
عَلَيْهِمْ» الحديث، أخرجَه ابنُ ماجَه (4019) وصحَّحه العلامة الألبانيُّ.

فمن وقف عند هذه الآيات المنزلة من عند الملك العلام الخبير المتعال علم علم اليقين أنَّ الرزق بيده سبحانه، ومن أراد انخفاض الأسعار فما عليه إلا بالاستغفار، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأعراف:96]، وقال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾[نوح:10 ـ 12].

كيف يرجو الرزق من كان منغمسا في ألوان المعاصي والرذائل، بدءا بالشرك الذي ضرب أطنابه، والبدع التي يفتخر بها الجم الغفير من الناس، بل صارت مدعَّمة من الحكومات والأفراد والجماعات، ناهيك عن الكبائر التي تُقترف جهارا نهارا، ومن قرأ الجرائد وزار المحاكم عرف تنوع وكثرة الجرائم، بل لا يكاد يسلم أحد ـ إلا من رحم الله ـ من ارتكاب ما حرم الله، نسأل الله العافية والسلامة، ولا يمكن سرد تفاصيل ما يقع في مجتمعنا فالعاقل يُدرك بُعدنا عن الله وعن دينه، فكيف نُرجوا كثرة الخيرات؟! ولولا أن الله يعفو عن كثير لما سقى منا أحدا شربة ماء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (35/20): «وَقَدْ ذَكَرْتُ في غَيْرِ هَذَا [الموضع] أَنَّ مَصِيرَ الأَمْرِ إلَى المُلُوكِ ونُوَّابِهِم مِن الوُلاَةِ والقُضَاةِ والأُمَرَاءِ لَيْسَ لِنَقْصٍ فِيهِمْ فَقَطْ، بَلْ لِنَقْصٍ فِي الرَّاعِي والرَّعِيَّةِ جَمِيعاً؛ فَإِنَّهُ (كَمَا تَكُونُونَ يُوَلَّى عَلَيْكُم)، وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا﴾، وقَد اسْتَفَاضَ وتَقَرَّرَ فِي غَيْرِ هَذَا المَوْضِعِ مَا قَدْ أَمَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَاعَةِ الأُمَرَاءِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله ومُنَاصَحَتِهِمْ والصَّبْرِ عَلَيْهِمْ فِي حُكْمِهِمْ وقَسْمِهِمْ والغَزْوِ مَعَهُمْ والصَّلاةِ خَلْفَهُمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مُتَابَعَتِهِمْ فِي الحَسَنَاتِ الَّتِي لاَ يَقُومُ بِهَا إلاَّ هُمْ؛ فَإِنَّهُ
مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى، وَمَا نَهَى عَنْهُ مِنْ تَصْدِيقِهِمْ بِكَذِبِهِمْ وإِعَانَتِهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وطَاعَتِهِمْ فِي مَعْصِيَةِ الله وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى الإِثْمِ والعُدْوَانِ، ومَا أَمَرَ بِهِ أَيْضًا مِن الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ لَهُمْ ولِغَيْرِهِمْ عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ، ومَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالاَتِ الله إلَيْهِمْ، بِحَيْثُ لاَ يَتْرُكُ ذَلِكَ جُبْنًا ولاَ بُخْلاً ولاَ خَشْيَةً لَهُمْ ولاَ اشْتِرَاءً لِلثَّمَنِ القَلِيلِ بِآيَاتِ الله، ولاَ يَفْعَلُ أَيْضًا لِلرِّئَاسَةِ عَلَيْهِمْ ولاَ عَلَى العَامَّةِ، ولاَ لِلحَسَدِ ولاَ لِلكِبْرِ ولاَ لِلرِّيَاءِ لَهُمْ ولاَ لِلْعَامَّةِ، ولاَ يُزَالُ المُنْكَرُ بِمَا هُوَ أَنْكَرُ مِنْهُ، بِحَيْثُ يُخْرَجُ عَلَيْهِمْ بِالسِّلاحِ وتُقَامُ الفِتَنُ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِن الفَسَادِ الَّذِي يَرْبُو عَلَى فَسَادِ مَا يَكُونُ مِنْ ظُلْمِهِمْ».

وما أحسن كلام تلميذه ابن القيم الذي نختم به هذه الكلمة عسى الله أن ينفع قارئها إذ يقول في كتابه «مفتاح دار السَّعادة» (1/253) وكأنه يتحدَّث عن زماننا وأبناء جنسنا: «وتَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم، بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُلاَتهم ومُلوكِهم، فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم، وإن عدَلوا عدَلَت علَيهم، وإن جارُوا جارَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن ظهَرَ فيهم المَكرُ والخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ، وإن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم وبَخِلوا بها مَنعَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ وبَخِلوا بها علَيهم، وإن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه وضَرَبَت علَيهم المُكوسَ والوَظائفَ، وكلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ، فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم، وليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم، ولمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ وأبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ، فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ([4])، فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ وعُمرَ، بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، ووُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم، وكلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها، ومَن له فِطنةٌ إذَا سافَرَ بفِكرِه في هَذا البابِ رأَى الحِكمةَ الإِلهيَّةَ سائرَةً في القَضاءِ والقَدَر ظَاهرةً وبَاطنةً فيهِ، كما في الخَلقِ والأَمرِ سَواء، فإيَّاكَ أن تظنَّ بظنِّك الفاسدِ أنَّ شَيئًا مِن أَقضيتِه وأَقدارِه عارٍ عن الحِكمةِ البَالغةِ، بل جَميعُ أَقضيَتِه تَعالى وأَقدارِه وَاقعةٌ على أتمِّ وُجوهِ الحِكمةِ والصَّوابِ، ولَكنَّ العُقولَ الضَّعيفةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن إِدراكِها كما أنَّ الأَبصارَ الخَفاشيَّةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن ضَوءِ الشَّمس، وهَذهِ العُقولُ
الضِّعافُ إذَا صادَفَها الباطِلُ جالَتْ فيه وصالَتْ ونطقَتْ وقالَتْ، كما أنَّ الخُفَّاش إذَا صادَفَه ظلاَمُ اللَّيل طارَ وسارَ.

خَفافِيشُ أَعْشاهَا النَّهارُ بضَوئِهِ ولاَزَمَها قِطَعٌ مِنَ اللَّيْل مُظْلِم».

نسأل الله بمنه وكرمه وإحسانه أن يحفظ على هذه الأمة أمنها واستقرارها، وأن يردها إلى دينها ردا جميلا، ويدفع عنها الفتن والإحن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

الشيخ رضا بوشامة مجلة الإصلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:30 am

قال الشَّيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله:

«والشَّباب المحمَّدي أحقُّ شباب الأمم بالسَّبْقِ إلى الحياة، والأخذ بأسباب القوَّة؛ لأنَّ لهم من دينهم حافزًا إلى ذلك، ولهم في دينهم على كلِّ مَكْرُمَةٍ دليلٌ، ولهم في تاريخهم على كلِّ دعوى في الفخار شاهدٌ.

أعيذُ الشَّباب المحمَّدي أن يُشْغِلَ وقتَه في تِعْدَاد ما اقترفه آباؤُه من سيِّئات أو في الافتخار بما عملوه من حسنات، بل يبني فوق ما بَنَى المحسنون ولْيَتَّقِ عثرات المسيئين.

وأُعيذه أن ينام في الزَّمان اليقظان، أو يَهْزَلَ والدَّهر جادٌّ، أو يرضى بالدُّون من منازل الحياة.

يا شباب الإسلام! وصيَّتي إليكم أن تتَّصلوا بالله تديُّنًا، وبنبيِّكُمْ اتِّباعًا، وبالإسلام عملًا، وبتاريخ أجدادكم اطِّلاعًا، وبآداب دينكم تخلُّقًا، وبآداب لغتكم استعمالًا، وبإخوانكم في الإسلام ولِدَاتِكم في الشَّبيبة اعتناءً واهتمامًا، فإنْ فعلتم حُزْتُمْ منَ الحياة الحظَّ الجليلَ، ومن ثواب الله الأجرَ الجزيلَ، وفاءت عليكم الدُّنيا بظلِّها الظَّليلِ».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:40 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الميامين، ومَن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين﴾.

فأخبر سبحانه الخلائق المكلفين من إنس وجان، أنَّه ما خلقهم إلا لعبادته بالتوحيد والإحسان، وأنَّ رزقهم مضمونٌ وعيشهم مصون، إن هم أدَّوا الأمانة وقبلوا الرسالة وأنَّه «﴿الرزاق﴾ أي: كثير الرزق، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها، ﴿ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ أي: الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تَصرَّف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم ...» [تفسير السعدي].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:43 am

وقال تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ روح القدس نفث في روعي: إن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يُدرك ما عنده إلا بطاعته» [الصحيحة ].

فإذا كان الرزق مضمونا وكان في السماء وبيد صاحب العرش المجيد ولا ينزله إلا بقدر معلوم كما قال تعالى : ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُوم﴾، فما لنا نرى الناس يجروون جري الوحوش، ويُلقون في الليل كالجيف الميتة النفوس، ومع ذلك فلا يستطيعون تحصيل قطمير أكثر مما في الكتاب المسطور.

فهل تُرانا ملَكنَا مفاتيح تلك الخزائن والأبواب لنستنزل خيراتها وننعم بثرواتها، وهل ترانا أطعنا مالكنا وسيِّدنا واسترضيناه لننعم بعطاياه، أم أنَّ خيرَه إلينا نازل، وشرَّنا إليه صاعد، ومع ذلك لا شكران ولا حمد، بل هجران وصد، وكبر وبَطَر، فلتعلم ـ رحمني الله وإياك ـ أنَّ للرزق مفاتح أُرشِد إليها المؤمن الطائع التائب، وضَلَّ عنها العاصي المتباعد:

أولها: تقوى الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾.

والتقوى كما عرفها طلق بن حبيب رحمه الله: «أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن
تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله».

وهنا تنبيه على الإخلاص في عمل الطاعات وترك المنهيات وأنه لا مجال للرياء والسمعة فيهما لأنها محبطة لكليهما، وإذا فُقد الأصل مات الفرع، فهل تُراك تأتي الطاعات وأنت مستحضر بقلبك وجود الإله ومشاهدته لك حينها، وهل تُراك تبتعد عن المعاصي وأنت تستشعر مراقبة المولى لك، فلم تؤدِّ العبادة ليحمدك الناس، ولم تذر المعصية لأنهم سيذمُّوك، ولم تنفق ليقال كريم، ولم تمسك عن الشرِّ حتى لا يُذاع بأنك لئيم، بل أنت في كل حالاتك تبتغي مرضاة ربك.

ثانيهما: الاستغفار، فكلُّنا أصحاب ذنوب وخطايا، وآثام وبلايا، ورغم ذلك فباب التوبة مفتوح وجسر الاستغفار ممنوح، كما قال تعالى: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾.

فهل يغفر الذنوب والزلات ويمحو الخطأ والآفات فقط؟ بل ﴿يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾ «أي: مطرا متتابعا، يروي الشعاب والوهاد، ويحيي البلاد والعباد، ﴿وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾ أي: يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم، ﴿وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها» [تفسير السعدي].

فوعد سبحانه عباده المستغفرين بالرزق كلِّه من مال للتجارة والتكسب وفك ضيق العيش، وأولاد وبنين فهم من أفضل الرزق إذا صلحوا واستقاموا، وجنات من زروع وبساتين وأنهار غائرة وأشجار مثمرة، تَسرُّ العين والقلب معا، فبالله عليك متى كان آخر استغفار استغفرته وقلبك حاضر؟! وكما قال الحسن البصري رحمه الله:
استغفارنا يحتاج إلى استغفار»، فتجد أحدَنا يذكر ربَّه ويستغفره، وقلبُه منصرف إلى سواه، وبالُه مشغول بما عداه.

الثالث: الصلاة، وإن كانت تدخل في المفتاح الأول حيث إنَّها العمل بطاعة الله، إلا أننا خصَّصناها لتخصيص المولى عز وجل لها، كما قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾.

وأنا وأنت نصلي والحمد لله، ولكن هل أدَّيناها بأركانها وشروطها ومستحباتها، ووفَّيناها حقَّها؟ أم أننا نستعجل فيها لأنَّ موعدَ العمل قد أزِف، ولأن الأرباح قد تُنتسَف إن نحن أطلنا الركعة، أو جئنا بالذِّكر أكثر من مرة، وهذا ما يفعله معظمُنا، لا يأتي بالصلاة كاملة كما يجب، لأن عمله قد وجب، ولأن الزبائن لو جاؤوا بعده ووجدوا الدكان مغلقا سيذهبون إلى غيره، وتضيع عليه بعضُ الدريهمات، ولم يعلم المغبونُ بأنَّه بأدائه لصلاته قد صُرف له الدُّرُّ المكنون مِن رضى الرب إن تُقبِّل العمل، وزيادة الربح وكثرة النماء في المدخول، وعلى هذا فقس.

والكثير الكثير يأتي بالطاعات ناقصة مخافة فوات الرزق، وهذا في الحقيقة يأخذنا إلى المفتاح الرابع:

التوكل، قال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم كنتم توكَّلون على الله حقَّ توكله لرُزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا».

فإذا كانت هذه المخلوقات التي لا تعقل تتوكل على الملك الجبار، وتقوم بما يجب عليها فعله ألا وهو الغدوُّ، فكيف بك أيها العاقل الراشد، فلو أنَّك أدَّيتَ عباداتك والمطلوبَ منك، وأنت متوكل على السيد المتعال لكُفيت همك، ولقُضي دينُك، وفُرِّج كربُك، لكن تشعَّبَت بك الهمومُ في كلِّ واد، ولم تجعل رضا ربك نَصب عينيك، فلم يبال بك في أيِّ واد هلكتَ، فالتوكل عبادةٌ قلبية عظيمة، لا يعرف معناها ولا يعقل مؤداها إلا كلُّ مؤمن محتسب عاداتِه قبل عباداته في رضى ربِّه ومولاه، ولو تأمَّلنا قولَه عليه السلام: «تغدو خماصا» لوجدناه يُرشدنا إلى مفتاح آخر من مفاتيح الرزق وهو:

التبكير: فالغدو هو الذهاب بكرة وصباحا، وهكذا السعي وراء العيش إنما يكون في الصباح، وقد بورك لأمَّتنا المحمدية في بكورها، كما صح بذلك الحديث: «بورك لأمَّتي في بكورها».

وأنت لا تستيقظ إلا حين تَلفَحُ الشمس وجهَك، أو تزيح عنك الغطاءَ أمُّك أو زوجُك، وتريد أن تُرزق الرزق الرغيد، وتتمتع بالعيش السعيد، فأنَّى لك ذلك، كذلك لو تأمَّلنا حالَ بعض الطيور، لوجدناها تطير في السماء وتسعى في الأرض تلتقط الحبَّ وتسبِّح الرَّب، أي أنها تطلب الرزق في مظانه وأماكنه التي تجده بها، فلم
تذهب إلى الصحاري والقفار، أو البحار والأنهار لأنَّ رزقَها غير موجود بها، فكل ميَسَّر لما خلق له، وأنت تجلس في بيتك وتقضي نهارَك مشتغلا بما لا ينفعك، ولم تسع إلى أماكن الرزق والطلب خوفا من التعب والنَّصَب، وقد أرشدنا النبيُّ الرؤوف إلى طلب الرزق في مظانه.

فهذا مفتاح آخر فقال عليه الصلاة والسلام: «وَاللَّهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَنْطَلِقَ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ فَيَحْتَطِبَ مِنْ الْحَطَبِ وَيَبِيعَهُ وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ حَرَمُوهُ»، فأماكن التكسب معلومة وطرق الرزق غير مجهولة، ومن أكثر أماكن طلب الرزق الأسواق حيث يكثر الصفق والاشتغال بالتجارة والبيع والشراء.

وهذا في الحقيقة مفتاح آخر من مفاتيح الرزق لمن عقله وفهمه وتدَبَّر أحكامَه، فليس يصلح للتجارة إلا مَن عرف أحكامَها وعمل بحلالها واجتنب حرامها، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: «من لم يتعلم أحكام البيع أكل الربا شاء أم أبى»، وقد بيَّن عليه الصلاة والسلام أن الصدق في البيع والشراء سبب من أسباب البركة في الرزق وزيادته لقوله عليه السلام: «إذا صدَقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإذا كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما»، وقال أيضا: «التجار هم إلا من اتقى وبَرَّ وصدق».

فالصادق مالُه نام زائد، والكاذب ديناره ممحوق مسحوق ولو كان ألف ألف دينار، قال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيم﴾.

ومن مفاتيح الرزق أيضا الزكاة: وما سميت بذلك
إلا للنماء والزيادة، فإن أنت أدَّيت حقَّ الله في مالك بُورك لك فيه، وزيد لك في رزقك، وقرَّت عينك، واطمأنَّ صدرك بما عندك، وابتهج قلبك بما زاد فيه، فإذا كانت الصدقة النافلة غير الواجبة تزيد في أصل المال وتنميه، فمِن باب أولى الصدقة المفروضة المحبوبة لله تعالى، كما في الحديث: «ما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه ...».

ومن مفاتح الرزق التي يغفل عنها الكثير من الناس صلة الرحم كما جاء في كلام النبي المصطفى والرسول المجتبى: «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، وأيُّنا لا يحب أن يطول عمره ويكثر رزقه فليسأل كل واحد منا نفسه: متى كانت آخر مرة زُرتَ فيها رحمك، ووصلت أهلك واطمأننت على قرابتك، ولِمَ فعلتَ ذلك؟ ألحاجة لك تقضيها أو لعبادة توفيها؟ والجواب لا شك عندكم معلوم.

فها أنت قد اتقيت المولى عز وجل، وقمت بعبادته، وتوكَّلت عليه، وبكَّرت في طلب رزقك في مظانه، واستغفرتَ ربَّك من الزلل والتقصير، وأدَّيت حقَّه تعالى فيما أنعم عليك، وصدَقتَ المتعاملَ معك، وجب عليك الآن شكرُ هذه النعم: التوفيق للمفاتيح واستخدامها في الطاعة ونزول الخيرات وحلول البركات عليك، وشكر المنعم إنما يكون بلسانك وقلبك وجوارحك، وألا تَستخدم ما استُخلفتَ فيه إلا ابتغاء مرضاته جل وعلا، وهذا من أهم مفاتح جلب الرزق واستكثاره، قال تعالى ﴿وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾.
أن يفتح عليك أبواب السماء والأرض وأن يستعملك في طاعته ويزيدك من فضله، وألا يقطع عنك إحسانه، وأن يتولاك في الدنيا والآخرة، بأن تظهر فاقتك إليه وحاجتك له دائما، وألا تملَّ من دعائه بل أن تلحَّ عليه فيه، فمَن لم يسأل الله غضب كما في الحديث، والباري عز وجل يحب من عباده أن يتوجهوا إليه بالدعاء، ويظهروا له الذلَّ والافتقار، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين﴾، والحذر الحذر من أن تقنط من الاستجابة وتيأسَ من الرحمة، فتُحرم التوفيق وتُسدَّ عليك باب الخير، وفي الحديث: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي».

هذه بعض الأشياء التي تزيد في الرزق وتسهل حصوله وتنميه بعد وقوعه، فإذا أردتم سعة العيش ورَفَه الحياة فما عليكم إلا استخدام المفاتيح لحل الخزائن وجلب الكمائن، وإن صعُب عليكم الأمر فلا تتعَنَّوا؛ لأنَّ الرزق الهنيء والعمر المديد والعيش السعيد لا يكون للبطَّال الكسول الأكول المتواكل الذي ينتظر أن تمطر السماء عليه فضَّة وذهباً، الحمد لله رب العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:45 am


لموقع راية الإصلاح الشيخ د. رضا بوشامة حفظه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:55 am

قالوا في الرزق



توكلت في رزقي على خالقي..... وايقنت أن الله لا شك رازقي ومايك في رزقي فليس يفوتني .....ولو كان في قاع البحارالعوامق ففي أي شيء تذهب النفس حسرة..... وقد قسم الرحمن رزق الخلائق



*الإمام الشافعي*



جاء احدهم الى الحسن البصري رضي الله عنه يساله عن سر زهده في الدنيا ، قال الحسن البصري له :- علمت اربعة اشياء فاسترحت :علمت ان رزقي لا ياخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت ان عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي ، وعلمت ان الله مطلع علي فاستحيت ان يراني على معصية ، وعلمت فوق ذلك ان الموت ينتظرني فاعددت الزاد للقاء ربي .



إن من أعظم أسباب الرزق



: التوبة إلى الله، والرجوع إليه واستغفاره،قال الله تعالى:فقلت استغفرواربكم إنه كان غفاراً يرسل * السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً.



قال الله تعالى:ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب قال ابن كثير رحمه الله: أي ومن يتق الله فيما أمره به يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، أي من جهةٍ لا يخطربباله*



وقال تبارك وتعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوايكسبون



وقال سبحانه: لئن شكرتم لأزيدنكم. *



وأيضاً من الأسباب المؤدية إلى كثرة المال والرزق في الدنيا: صلة الرحم. نعم صلة الرحم. *والمقصود بالرحم هم الأقارب، وهم كل من بينك وبينهم نسب من جهة الولادة سواءً كان ذلك من طريق الأب أو الأم



روى الامام البخاري فيصحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه((ولهذا بوب البخاري رحمه الله فقال: باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم.



ومن أسباب فتح أبواب الرزق: الإنفاق في سبيل الله*



قال الله تعالى: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهوخير الرازقين



ومن الأسباب الشرعية لكسب الرزق في الدنيا التعبد الحق لله عز وجل وذلك أن تعبد الله بقلب فارغ *عما سواه، لا تعبد ربك وأنت تفكر في غيره،



روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم: تفرغ لعبادتى أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً، ولم أسد فقرك((حديث صحيح.




نفعني الله وإياكم بهدي كتابه واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أقول هذه القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

__________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:57 am

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن الإنسان وهو يسير في هذه الدنيا يطمع أن يزاد في وقته، وعمره، وماله، وأبنائه، وجميع محبوباته، التي هي مظنة السعادة لديه. والمسلم يدعو الله عز وجل أن يبارك له، وقد كان النبي يدعو بالبركة في أمور كثيرة.

والبركة: هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء؛ فإنها إذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير نفع، ومن أعظم ثمار البركة في الأمور كلها إستعمالها في طاعة الله عز وجل.

ومن تأمل في حال الصالحين والأخيار من العلماء، وطلبة العلم، والعباد يجد البركة ظاهرة في أحوالهم. فتجد الرجل منهم دخله المادي في مستوى الآخرين لكن الله بارك في ماله فلا تجد أعطال سيارته (مثلا) كثيرة ولا تجد مصاريف ينفقها دون فائدة؛ فهو مستقر الحال لا يطلبه الدائنون، ولا يثقله قدوم الزائرين، والآخر: بارك الله في ابنة وحيدة تخدمه وتقوم بأمره، وأنجبت له أحفادا هم قرة عين له، والثالث: تجد وقته معمورا بطاعة الله ونفع الناس وكأن ساعات يومه أطول من ساعات وأيام الناس العادية! وتأمل في حال الآخرين ممن لا أثر للبركة لديهم، فهذا يملك الملايين، لكنها تشقيه بالكد والتعب في النهار، وبالسهر والحساب وطول التفكير في الليل، والآخر: تجد أعطال سيارته مستمرة فما أن تخرج من (ورشة) حتى تدخل أخرى! والثالث له من الولد عشرة لكنهم في صف واحد أعداء لوالدهم والعياذ بالله، لا يرى منهم برا، ولا يسمع منهم إلا شرا، ولا يجد من أعينهم إلا سؤالا واحدا. متى نرتاح منك؟.

وأما البركة في العلم فجلية واضحة، البعض زكى ما لديه من العلم - وهو قليل - فنفع الله به مدرسا، أو داعية، أو موظفا، أو غير ذلك، وضدهم من لديه علم كثير لكن لا أثر لنفع الناس منه.

و البركة إذا أنزلها الله عز وجل تعم كل شيء: في المال، والولد، والوقت، والعمل، والإنتاج، والزوجة، والعلم، والدعوة، والدابة، والدار، والعقل، والجوارح، والصديق ولهذا كان البحث عن البركة مهما وضروريا !.

كيف نستجلب البركة؟

أولا: تقوى الله عز وجل مفتاح كل خير، قال تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } [الأعراف:96]، وقال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب } [الطلاق:3-2] ، أي من جهة لا تخطر على باله.
وعرف العلماء التقوى: بأن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله.

قيل لأحد الصالحين: إن الأسعار قد ارتفعت. قال: أنزلوها بالتقوى.

وقد قيل: ما احتاج تقي قط.

وقيل لرجل من الفقهاء : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب } [الطلاق:3،2]، فقال الفقيه: والله، إنه ليجعل لنا المخرج، وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: ﴿ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا﴾ [الطلاق:5].

ثانيا: قراءة القرآن: فإنه كتاب مبارك وهو شفاء لأسقام القلوب ودواء لأمراض الأبدان : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } [ص:29]. والأعمال الصالحة مجلبة للخير والبركة.

ثالثا: الدعاء؛ فقد كان النبي يطلب البركة في أمور كثيرة، فقد علمنا أن ندعو للمتزوج فنقول: « بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير » [رواه الترمذي]، وكذلك الدعاء لمن أطعمنا: « اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم ، وارحمهم » [رواه مسلم]. وغيرها كثير.

رابعا: عدم الشح والشره في أخذ المال: قال لحكيم بن حزام رضي الله عنه : « يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع » [رواه مسلم].

خامسا: الصدق في المعاملة من بيع وشراء قال : « البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما » [رواه البخاري].

سادسا: إنجاز الأعمال في أول النهار؛ التماسا لدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقد دعا عليه الصلاة والسلام بالبركة في ذلك : فعن صخر الغامدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « اللهم بارك لأمتي في بكورها » [رواه أحمد].

قال بعض السلف: عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يرزق؟!

قال: فكان رسول الله إذا بعث سرية بعثها أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا وكان لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار، فكثر ماله حتى كان لا يدري أين يضع ماله.

سابعا: إتباع السنة في كل الأمور؛ فإنها لا تأتي إلا بخير. ومن الأحاديث في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم : « البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه » [رواه البخاري].

وعن جابر بن عبدالله قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلعق الأصابع والصحفة، وقال: « إنكم لا تدرون في أى طعامكم البركة » [رواه مسلم].

ثامنا: حسن التوكل على الله عز وجل : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } [الطلاق:3]. وقال - صلى الله عليه وسلم - : « لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا » [رواه أحمد].

تاسعا: استخارة المولى عز وجل في الأمور كلها، والتفويض والقبول بأن ما يختاره الله عز وجل لعبده خير مما يختاره العبد لنفسه في الدنيا والآخرة، وقد علمنا النبى - صلى الله عليه وسلم - الاستخارة: « إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجله، وآجله فاقدره لى ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجله، وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به ».

عاشرا: ترك سؤال الناس؛ قال - صلى الله عليه وسلم : « من نزل به حاجة فأنزلها بالناس كان قمنا أن لا تسهل حاجته، ومن أنزلها بالله تعالى أتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل » [رواه أحمد].

أحد عشر: الإنفاق والصدقة؛ فإنها مجلبة للرزق كما قال تعالى : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } [سبأ:39].

وفي الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: « يا ابن آدم أنفق، أُنفق عليك » [رواه مسلم].

الثاني عشر: البعد عن المال الحرام بشتى أشكاله وصوره فإنه لا بركة فيه ولا بقاء والآيات في ذلك كثيرة منها { يمحق الله الربا ويربي الصدقات } [البقرة:276]، وغيرها كثير.

الثالث عشر: الشكر والحمد لله على عطائه ونعمه؛ { وسيجزي الله الشاكرين } [آل عمران:144]، { لئن شكرتم لأزيدنكم } [إبراهيم:7].

الرابع عشر: أداء الصلاة المفروضة؛ قال تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } [طه:132].

الخامس عشر: المداومة على الاستغفار؛ لقوله تعالى : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } [نوح:10-12].

اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا واجعله عونا على طاعتك، وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة عليوة
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 2:58 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin



عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 16/11/2010

خواطر وطـــن Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر وطـــن   خواطر وطـــن I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 5:28 am

مشكووووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamza-tarzouti.ahlamontada.com
 
خواطر وطـــن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مكتبة تغزوت :: :.المركز الثقافي.: :: منتدى عام-
انتقل الى: